الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ذهب أكثر النحويين (1) إلى أن أسماء الزمان لا تقع أخبارا عن الجثث، فلا يقال: زيد اليوم، لعدم الفائدة، لأن كل موجود فإن اليوم يكون زمانا له، فليس شيء من الموجودات أولى به من شيء بخلاف أسماء الأحداث فإن الإخبار بالزمان عنها مفيد " لأن الأحداث ليست أمورا ثابتة موجودة في كل الأحيان، بل هي أعراض منقضية تحدث في وقت دون وقت، فإذا قلت: القتال اليوم، أو الخروج بعد غد، استفاد المخاطب ما لم يكن عنده لجواز أن يخلو ذلك الوقت من ذلك الحدث" (2) فإذا ورد ما يوهم الإخبار بالزمان عن الجثة فمؤول- عندهم- على تقدير مضاف هو معنى أقيمت الجثة مقامه، ليصح الإخبار بالزمان، لأنه- في الحقيقة- من باب الإخبار بالزمان عن المعنى ومن ذلك قولهم: الليلة الهلال، والتقدير: الليلة طلوع الهلال، ومنه قول الراجز (3):
- - - - - - - - - -(1) ينظر: كتاب سيبويه: 1 /136، والمقتضب: 3 /274، 4 /132، 351، والأصول في النحو: 1 /63، وشرح أبيات سيبويه: 1 /83، والإيضاح: 96، واللمع: 75، والمقتصد: 1 /228، وأمالي ابن الشجري: 1 /309.(2) شرح المفصل: 1 /89.(3) الرجز لقيس بن الحصين الحارثي في: شرح أبيات سيبويه: 1 /83، وخزانة الأدب: 1 /390، وبلا نسبة في: كتاب سيبويه: 1 /129، واللمع: 76، وتحصيل عين الذهب: 118، والإنصاف: 1 /95، والرد على النحاة: 113، وشرح الجمل لابن عصفور: 1 /355، والبسيط: 1 /601، وشرح الأشموني: 1 /203. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 417- مجلد رقم: 1
|